عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : « ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل ، فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله ، ويكفيه ، فيقول : انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه ، والذي له امرأة حسنة ، وفراش لين حسن فيقوم من الليل ، فيقول : يذر شهوته فيذكرني ولو شاء رقد ، والذي إذا كان في سفر ، وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا ، فقام من السحر في سراء وضراء» [حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب]
ثلاثةٌ يُحبُّهُم اللهُ ويضحَكُ إليهِم ، ويستبشِرُ بهِم : الَّذي إذا انكشفَت فئةٌ قاتلَ وراءَها بنَفسِه للهِ عزَّ وجلَّ ، فإمَّا أن يُقتلَ ، وإمَّا أن ينصرَه الله ويكفيَه ، فيقولُ : انظُروا إلى عبدِي هذا كيف صبرَ لي بنفسِه ؟ الحديثَ .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1384
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
أما الأول :
------------
فرجل قاتل في سبيل الله ، فإذا انكشفت فئة من أصحابه أو جماعة وانهزمت ثبت هو وقاتل من ورائها صابرا محتسبا ، يحمي حوزة المسلمين ، فلم يفر ولم يجبن ولم يضعف ؛ لأنه موقن بنصر الله أو الموت في سبيله ، كما قال تعالى : ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) التوبة / 52 ، يعني : إما النصر وإما الشهادة . ولذلك قال في الحديث: ( فإما أن يقتل وأما أن ينصره الله ويكفيه )
يعني : يكفيه عدوه ، ويحفظه ويكلؤه ، قال تعالى : ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) الزمر / 36
فيقول الله عز وجل : ( انظروا إلى عبدي كيف صبر لي نفسه ؟ ) أي كيف حبسها لله ، وهيأها للقتل في سبيله .
أما الثاني :
--------------
فرجل له زوجة حسنة ، وفراش ناعم مريح ، فترك ذلك لله ، وقام للتهجد بالليل .
فيقول الله تعالى : ( يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد ) يعني يدع شهوته وحاجة نفسه إلى النوم أو إلى امرأته ، من أجل مناجاتي وذكري ، ولو شاء نام ولم يقم .
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" من فضائل التهجد : أن الله تعالى يحب أهله ، ويباهي بهم الملائكة ويستجيب دعاءهم "
انتهى من "لطائف المعارف"
أما الثالث :
-------------
فرجل سافر مع رفقة ، فسهروا بالليل ونصبوا – أي تعبوا - ثم هجعوا – أي ناموا ، ولا شيء هو أحب وأشهى للمسافر من النوم بعد التعب والسهر فقام هو من دونهم يصلي بالسحر ، وهو جوف الليل الآخر ، وترك النوم لله تعالى ، وقام يناجيه بالسحر ويدعوه .
فهؤلاء الثلاثة يحبهم الله تعالى ؛ لأن كلا منهم آثر أمر الله على شهوته وحظ نفسه ، وأعظمهم درجة الأول الذي قاتل بعد انهزام أصحابه ؛ لأنه آثر أمر الله على حظ نفسه من الحياة ، ويليه الثاني ؛ لأنه آثر أمر الله على حظ نفسه من الزوجة ومن النوم ، ثم الثالث الذي آثر أمر الله على حظ واحد من حظوظ نفسه .
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبى الامى وعلى ال واصحابه تجمعين .