أحيانا كثيرة تضطرنا الحياة الى الهروب عن مسارها
تجبرنا أن نغير دروبنا .... أن نلتفت عن الماضي و عن الأشياء التي تكسرنا بدون عودة حتى و ان كنا قد زرعنا ذلك الماضي و تعبنا من أجله و اخترنا كل بذرة من بين الآلاف و انتظرناه ليزهر و وعدنا أنفسنا أن نبقى حتى و ان كسرتنا الظروف.
أحيانا كثيرة تضعنا هي في مفترق طرق .. كل طريق أمامنا له دروبا طويلة و تتركنا في حيرة لنختار دون سابق انذار دون استعداد و تخوننا حين لا تمنحنا ولو نظرة خاطفة عما ينتظرنا بكل درب علنا نختار أحسنه أو على الأقل الذي لا يدمي قلوبنا أكثر
هناك .. ذلك اليوم .. ذلك الحين .. تركتك وحدك أيا قلبي و رحلت .. ابتعدت و بقيت أرقبك من بعيد .. عشت معك و شجعتك لكن من بعيد .. أخبرتك بأني ساكون مساندة لك بكل قرار ستتخذه .
منذ سنين أيا قلبي
اخترت أن تموت .. أن تبتعد و لم أواجهك ، بل سرت وراءك و كأني أنا المعبود لا المالك.. تركت لك حياتي أمانة لتهتم بها في حين أنك كنت أيضا تحتاج الى الإهتمام ....
صرت أنت الجسد و صرت أنا الظل .. و كنت متيقنة بأني لن أفيدك أبدا و أنا بالمقدمة لأقودك و أسير بك و أغزو بك مسالك الحياة و ألا أخاف من أهوالها و تناسيت بأني و أنا ظلك ستكون مسؤوليتي أكبر فإن أنت سقطت سيكون لزاما عليا أن اتلقفك و ألا أسمح لك بالسقوط ....
صدقني أيا قلبي .... .... راهنت أنا على موافقتك لكنك كنت كعادتك تتخذ موقفا حين أحتاجك مهما كان ، كنت لا تحيد عنه أبدا و كنت دائما تقدم مصلحتي على دمعك.. كان لا يهمك إن كان قرارك سيقتلك أو يبث فيك الروح
راهنت أنت على نفسي و كنت دوما مؤمنا بي .. مؤمنا بقوتي لربما كنت ترى في روحي تلك القوة التي لم أكن أظن أني أملكها.
شكرا أيا قلبي حين إخترت طريقك دوني .. حين إخترت أن تعيش بكرامتك .. حين إخترت أن تتعب سنينا لتعيش و لو يوما واحدا بسعادة نفس حتى و ان لم تدم الا أن الرضى يغمرك و هذا يكفيك ....
شكرا على ايمانك بي و بقوتي .. فعلى مر السنين التي كرهت فيها نفسي و الحب و الحياة كنت تعيش ذلك الكره فقط لتجد الحب و لتريني الطريق الى الحياة
شكرا لأنك كنت ولا زلت قويا .. و إن كانت لك لحظات ضعف .. شكرا لأنك في تلك اللحظات أيضا كنت تعلمني من أكون .. كنت تعلمني أن أحتقر نفسي حين تذلني .. كنت تربيها و لم أنتبه .. و كنت حينها ألعنك و أصول و أجول في الكلمات لشتمك و كم كنت أكره سذاجتك .. لكنك لم تشتكيني أبدا و كنت تستقبلني دوما بابتسامة و تسخر مني بأخرى
شكرا أيا قلبي لأنك علمتني أن الطريق الى ربي غير بعيد
شك را لأنك علمتني أن أحب و أن أعيش من جديد