عِنْدَما رأيتُ عَيْنَيكِ
طَمِعْتُ فَيْكِ
و بِتِّ طَمَعاً من أطماعي
فَرُحتُ في لُجَجِ الظلامِ مُقامِراً
فَبَاتَ حُبُكِ في الظلامِ شُعَاعي
فَأنا عَاشقٌ مُتَمَرِسٌ
ثَائِرٌ مُتَهوِرٌ
سَكَنَتْ على شَواطِئُكِ كُلُ شِراعي
و كَمْ من بَحرٍ في الهوَى خُضْتُهُ
حَتَّى رَسَت على ضِفَافِكِ كُلُّ بِقاعي
في مَحْكَمَةِ العِشْقِ أنا مُتَهَمٌ
و لَكِنْ
هَلْ تَسمعينَ دِفَاعي ؟
قَبْلَكِ كُنْتُ
سَراباً لا وُجودَ لهُ
و صَحارى من صُخُورٍ و قِلاعِ
و أرضٌ جَرداءُ لا حَياةَ بِها
جَفَّت يَنابِيعُها من كُلِّ ماءِ
بَاردةٌ كُلُّ مَشاعري
ذَابِلَةٌ كُلُّ مَنابِتي
قَاحِلةٌ كُلُّ بِقَاعي
أحْبَبْتُكِ
فَكَم من تَنْهيدةِ ااااهٍ أطْلقتُها
صَرَختْ وَجْداً من قَلبٍ مُلْتاعِ
إعْتَرفي
إعْتَرفي أنَّكِ أحْبَبْتِني
و أنَّكِ بِتِّي مِنِّي و من أتْباعي
و أنِّي مِنحَةٌ للروحِ قَد أيْنَعت
في قَلْبِكِ أيَّما إيناعِ
سَأعْتَرِفُ حَبِيبي
أعترِفُ أنِّ
حُبُكَ كَسَّرَ قُيودي
و أظْهرَ ما كُنْتُ أُخْفيهِ
فَكمْ من حُلمٍ زُرْتني بهِ
طَيْفاً
أحِنُّ عِنْدَما أُناجيهِ
وكَم من يَوْمٍ
فِيهِ كُنْتُ مُعْتَلةً
و يا وَيْلي مِمَا كُنتُ أعانيهِ
فَأرْسُمُ طَيفَكَ في خَيالي صابِرَةً
فَيُهَيِّجُ الْشَوقُ و الحُزنُ لياليهِ
و بُعَادُكَ ألْهبَ قَلْبِي جَوىً
حَتَّى نَسيمَ الهوى بَاتَ يَكْويهِ
أنتَ عُمْرِي
و نَفْسِي على حُبِكَ قَد فُطِرت
فَهَلْ هُناكَ حُبٌ من حُبِي يُدانيهِ ؟
فَإذا سَألتَ
لِمَ كَانَتْ تَعْشقُني ؟
فِلا أمْلِكُ تَفْسيراً
و هَلْ يُفَسِرُ العُصْفورُ أغَانيهِ ؟!
أقَدِّسُ هَوَاكَ في قَلْبِي وأُعَتِّقُهُ
حَتَّى الجُرْحَ مِنكَ
أشْربُهُ إن أنتَ تَدْميهِ
عَاهدتُ نَفْسِي
الَّا يُنازِعُها فيكَ حُبٌ
و أنا أهْلٌ للعَهدِ أن أُوفيهِ
حَبِيْبَتِي
أنا غريبُ بلادٍ تَركَ مَجْدَهُ
و لَسْتُ نادِماً بطَريقٍ سَوفَ أمْشيهِ
فَقَد أضْنى بُعادُكِ قَلْبِي وقَرَّحهُ
فَصَبَرْتُ
حَتَّى الصَّبْرُ شُلَّتْ أياديهِ
رُوحِي في حَنَاياها كُلَّما شَهَقتْ
كَالْجَمْرِ ناراً زَادَتْ في تَلَظِّيهِ
هَاكِ فُؤَادي هَاكِ كَبِدي
رُوحِي تَعَنَّتْ
والقَلبُ ذابَ في مُعَنِّيهِ
هَلْ تسمَعينَ
آهاتي في تَلَوعِها
أما سَمعْتي
وَجعَ فُؤادي في حَواشيهِ ؟
أنا غَريبُ بِلادٍ
لمْ أجِد أرضاً
غَيْرَ قَلْبُكِ ليُؤْيهِ
فَشَربتُ من رُوحكِ كَأسَ الهوى
شَهْداً زُلالاً عَذْباً سَواقيهِ
تأكَدي أني أحْبَبْتُكِ
ويَهونُ في حُبُكِ
كُلُّ الَّذي سَأُلاقيهِ
و سَأُمْضي حَيَاتِي في هَوَاكِ
حتّى
يَصيرُ الشَّعرُ شَيْباً
ويَبْقى
حُبُكِ مُخْتالاً في تَصَابيهِ
مَخْرَج
الحُكْمُ بَعْدَ المُداولَة