فهد نَائِبْ المُدِيرْ العَامْ
الإِقَامَة : الرياض عدد المساهمات : 280 نقاط : 697 تاريخ التسجيل : 22/03/2015
| موضوع: (حيرة سيدة) الجمعة مارس 27, 2015 10:07 am | |
| - اقتباس :
(حيرة سيدة)..وما أن تحررت من سراب صوته..حتى عاد من جديد..بكلمة شاردة بعثرها..كانت تتوق لذاك الصوت الذي احتلها بكل ما فيها..ولكن لماذا ذاك الغباء يسيطر عليها..ويجعل منها بلهاء لا تعي ما تفعل..كان الهاتف بيدها..وكانت تتوق لعبير صوته يبعث الحياة فيها..فيعيد لها بسمتها الهاربة والمبتورة عن شفتيها..ولكن رهبة الموقف أعمتها..فألقت الهاتف بعيدا وفرت هاربة من ذاك الخوف الذي يسكنها..كم ضعيفة هي أمام ذاك الصوت العميق الذي يملك..هي لا تريد أن يحتلها بصوته ثانية..ففي التحرر من مثل ذاك الصوت..جهاد..وموت..ودموع..ويأس..وحرب قاتلة..لا تقوى ضآلة جسدها الهزيل لها شموخا..وتحدي..لملم صوتك يا هذا..وارحل عن عالمي..هكذا حدثت نفسها..ولا تزال في صراع بين موت وحياة يفصلها عنهما مكالمة هاتفية..أتحادثه يا ترى..أم تبقى على موقفها عبرت دلك الزقاق اكثر من مرة ولانها لم تعد تلك الجميلة ...نوبات غضبها ضد العابرين تكاد لا تنتهي ...ولانهم ترصدوا صولاتها في الدروب ...وشاهدوا كيف جنت عليها ازقة زمني وانتهت حكاياتها مع ملاهي ليلية لتفقد ما بقي من بريق الامس وجملة البراءة في عينين ...بزا وية من مقهى قريب تتناول مهدئا في صمت بعنين غائرتين تكتم دوما وحسرات على لهفة الامس وحنينا لزمن كانت لحظة حديثها للكثير شبه كنز معرفة لا ينتهي الكثير من سبر اغواره ...ولانها المغرمة بعناوين صحيفة تمتد يداها لمن بات يتامل العناوين ويعيد ترتيب فوضى نظارات مساحة عدساتها صغيرة بانين خافت باتت تسائله عن سعر قهوة اليوم ...كانها لم تكن هنا بالامس القريب ...بانكار متعمد يشيح بوجهه ليناولها الجريدة باسراع كان الهروب من انوثتها شبه فوضى شبه فوضى يرتبها صوت نادل بخفوت ...لا يكاد يلملم توثر الجرائد ولا صراخ من يتاوهون على اعتاب كراسي اقرب الى رصيف الصمت ...تمتد يداه لانوثة امس ليعلن صفحة هدنة بسيطة ويمضي من امامها دون التفات | |
|