هذا رثاء ما تبقى من العرب (الجزء الاول )
السلام عليكم ورحمة الله
هذا ما آلت إليه الأمور في هذا الزمان و هذا حالنا اليوم كجزائريين و كعرب مسلمين كافة فأسمعوا و عو أيها الإخوة في الله . إن الذي جمعنا هو دين الإسلام و الف الله بين قلبونا فأصبحنا بنعم الله التي انعم علينا إخوانا ، فوصل إلينا العلم بفضل عقول فقهائنا و حكمائنا و رواتنا ومازال الاجتهاد إلى يوم يرث الله الأرض و من عليها . إلا أنه باستحواذ عقولنا على ثقافة غير التي عرفناها وحفظناها و غير التي غرست فينا أسودت القلوب و اختلط علينا الفهم فما عدنا اليوم نفرق بين ما تركه فينا أجدادنا و بين ثقافة الغرب ، فتشتتنا يوما بعد يوم و أصبحت الكراهية تحل محل الشيطان و أصبح حقدنا على بعضنا البعض لا يكاد يغادر أقفاص صدرونا حتى مرضنا بمرض الربو و انتشر كالوباء و مات الناس بمرض القلب و السكتة حتى أصبحت القيامة قاب قوسين أو أدنى و التي اخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة انه من بين علامات قيام الساعة موت الفجأة فها نحن اليوم نرى الصديق صباحا حيا يزرق و ميتا في المساء الى القبر يقبر و موت الفجأة ايها الاحبة هو السكتة القلبية تمشي في الطريق صباحا فيذاع موتك مساءا فتحتار الناس للقول و هول السمع فلا يكادون يصدقون و ترى القريب يكذب الامر حتى بأم عينه فلا يريد ان يصدق لان قلبه كذلك في نفس المسار و الخوف قد استحوذ عليه من كثرة صدأ القلوب و ابتعادنا عن القرآن و نسيناه فألقيناه وراء ظهورنا
اسمعوا و عوا أحبتي في الله و كل من قرأ رسالتي هذه التي كتبتها بقلم المتحسر الباكي لما ينتظرنا و نحن فاكهين ضاحكين و بلقم الغاضب على نفسه و على أولي الأمر و من يليه .
كما تعلمون أيها الإخوة فالثقلين لا يسمعون صوت الحجر إلا دوننا من الخلائق فهي تسمع و ترى و اشد ما تخافه هو خوف الله و عقابه و جهنم و بئس المصير برغم انها لم تخطئ قط فهي تخاف و برغم أننا أخطأنا مرارا و تكرارا و تبنا و لا نخاف و نخاف في لحظات ضعف و دونها نحن أسياد العالم و من ذا الذي يأتي فيشد يدي فتقطعه أجزاء و ما تلبث أن تتوب و تعيد الكرة مرة على مرة حتى تكون الخاتمة فيكون حسنها أو سوءها و يا لنا من بشر مكرمين مخيرين لا مسيرين جعلنا الله خير من باقي الأجناس و الخلائق من خلق آدم إلى يوم الدين . حتى أصبح المنطق يعيد نفسه و نحن لم نفق بعد و لم نعرف بعد جبروت البشر و طغيانهم إلا من رحم ربي و هداهم إلى الصراط المستقيم . فهذا رجل يخطأ في اليوم مائة مرة فيتوب إلى الله توبة نصوحة فيغفر له الله برغم ذنوبه كما حدثنا الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيعيد الخطأ مرتين و يتوب فيغفر له الله و يفرح بتوبته . انظروا ألان أيها الأحبة خطأ الإنسان للإنسان هل يغفر له ما اقترفت يداه . ترى الرجل يعمل في شركة أو مؤسسة طيلة حياته على مدى الخمسين عاما او يزيد كلها عمل في عمل و من الثامنة صباحا الى المساء من دون انقطاع حتى تكل يداه و تصدأ رجلاه فيخطأ هذا الأخير فترى المدير يؤنبه ثم يطرده ولا يغفر له برغم السنين التي قضاها طوعا في خدمة تلك المؤسسة ، وهذا مدير بشر مثله مثل الذي طرده فلا يريد ان يغفر له برغم رعيته لأولاده و برغم فقره . وترى الصديق يخطأ أمام صديقه فيعاديه فلا يغفر له ، و ترى الأب لا يغفر خطأ ابنته أو ابنه فلا يكون ذلك الا بعد الضرب و ما فائدة ذلك إن هو اشبع غضبه و ازاله عن طريق الضرب و المرأة لا تغفر ذنب من اخطأ في حقها فتكرهه أشد الكره فتتعوذ منه كأنه شيطان و تراها تضع الحجارة في الطريق للإطاحة به بشتى الطرق و تتخذ لذلك كل السبل حتى ولو استدعى السحر و الرجل يحمل ما إن وجده حامله دخل السجن لا لشيء الا لغضبة في قلبه لم يستطع أن ينساها او يتناساها فتكون عاقبته و خيمة و هو يعرف ذلك إلا ان تراجعه يحسسه بالمذلة و هذا هو الطغيان و التجبر في الانسان من دون سواه .
فرقوا بين رحمة المخلوق و بين رحمة الخالق فستعرفون حتما مدى رحمته التي نتعم بها و نحن لا ندري و في غفرانه لنا كل مرة على مرة و لنعد الى الطريق التي رسمها لنا الاولون بدون انحدار و لا مسارات معوجة فلا نكاد نتوه فيها إلا إذا نسينا وصيتها . و لنحفظ مقولة ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء .
إننا لا نسمع أنين الشجر و هي تبكي و ترثي حالنا و لا نراها و هي كذلك لكن يخيل إلى العقلاء أنها تفعل و تلك هي الحكمة انه الصدئ في القلوب قد بلغ ذروته فينا فلم نعد نقرأ القرآن فنحس بحلاوة حب الناس و حبهم لنا . سمعنا فيما مضى ان السلام هو مفتاح الجنة فلماذا اليوم إذا انت في الشارع و القيت السلام فخيل الى من تقراه السلام انك جاهل لا تعي من ثقافة هذه الدنيا شيء و انك غير متحضر و بدائي فيرونك كبعوضة في الأرض يحتقرك ادني الناس معرفة بالله و لم نعد نتفكر فيه حتى نعرف معانيها فأصبحت لغة القرآن تحتل المراتب الأخيرة و هي أم اللغات بفضل نسياننا و تعاطينا للغات الكفار بل و أصابنا الإدمان عليها حتى أصبحنا نحب الفرنسية على العربية و بل ترى القارئ لها يحس بإحساس غريب كنشوة العلم و التحضر دون النطق بالعربية ، شجرة مرة خرست امام كل دار عربية مذاقها كالغرقد و حبيباتها سحر يفرق بين الزوج وزوجه و ضلها يسيل لعاب مراهقي العرب في غياب الوالد على اعلي ورقة فيها .
[size=48]ألم يسأل أحدكم لحد ألان لماذا ؟
لماذا بالذات العرب من يؤتون هذه الصفات دون غيرهم كالهند و الصين و كندا و أمريكا و فرنسا و ألمانيا و غيرها من دويلات الكفر و الكفار . حسب رأي فإن إبليس لم يجد ما يغويهم لأجله فكل شيء عندهم اصبح مباح حلال حتى زواج الرجل من الرجل فهو حلال عندهم دون سواهم من العرب ، فتوجهت الأنظار إلى العرب بدءا من إبليس إلى رؤساء الدول العظمى و هي ليست كذلك بل أعطوا العظمة لخدمة الشيطان حتى أحسوا بها ولم يشبعوها بعد لشذوذهم الأخلاقي الذي أصبح يمس أولادنا اليوم و يروه عبر خيوط و كبلات هوائية ، و لم يفق العرب بعد كي يقطعوها أو يضعوا لها الرقيب .
إن بعض البلدان الغربية اليوم و من كثرة تقدمهم الملفت للنظر و التقدم إخواني هو محصور في محرمات ما حرم الله ،فالتقدم و الازدهار هو سب الابن لوالده أمام العيان فإن تكلم الوالد و ضرب ابنه حوكم على الملأ هو من جهة و الابن من جهة أخرى و سيكون الأب هو الخاسر و كذا بالنسبة للبنت و هي كارثة عظمى الكل يعرفها فلا حول ولا قوة إلا بالله هذا هو التقدم و الازدهار الذي تخلف على إثره العرب الذين مازال البعض منهم إلا من رحم ربي متمسكا بأصوله و عقيدته . ان العرب اليوم على شفى حفرة من نار من هول ما أصاب عقول مسيريهم و رؤسائهم ، فأهملوا الرعية و ذهبت الرعية ضحية أخطاء رؤسائهم و اصبح الكل في نظر الكفار على حد السواء فيروننا كما كان أجدادنا يرون فيما مضى قيصر يسقط بجيوشه و كسرا عظيم الفرس هاربا و دهاليز الكفر و الكفار تمد يدها للعون منهم لانهم يعرفون أن دينهم و اسلامهم نهاههم عن قتل النساء و الشيوخ و عدم قطع عنق من لا سيف له و كفالة من لا كفيل له . عرفوا اليوم نقطة الضعف و عرفوا ان الدين ان مس بسوء نهضت الدنيا و قعدت الا بالكلام فقط ام الفعل فلا . و ارادوا ان يجربوا فجربوا بالمساس بصورة رسول الله فكان ماكان و فعلا هو قولا لا فعلا و تفننوا في القول ان المسلمين يحبون من كرههم و كان ما كان من امر عمر خالد و غيره و طارق السويدان و عصمته حتى ذهبوا اليهم يقولون لهم ان الاسلام دين التسامح . برغم انكم سببتمونا فإننا نسامحكم على سبابكم فأعادوا الكرة فقيل نفس القول لكن يا عمر ان الاولى خطأ اما الثانية فهي عمد و الثالثة طلب للحرب فأين محاربيكم ؟؟؟؟؟؟؟؟
آه لقد نسيت !!!! محاربينا أصيبوا بمرض الإرهاب !!!
اصبح يخيل الى الصغير و في عمره ثلاث سنوات ان كل ملتحي هو ارهابي و يجب الحذر منه و الحذر مما يقول و ان لا يسمع له و إن كلامه يدخل من اذن و يخرج من الاخرى . لكن خطأنا نحن الجهلة لما كان احفاد هرتزل يخطط له قبيل القرن و الاربع سنوات نسينا ماذا كانت تخطط اليهود . و نسينا تكالب ملوك الاندلس و ان اليهود دخلوا بلاط الملك بسلام . و نسينا ان كرههم لنا و ايام الاندلس لن تمر بخير، حتى يسقط كل عربي في عين كافر و ان العربي سيرى العربي ارهابي كما صوروه لنا بأجهزتهم و بتكنولوجيتهم الحمقاء التي غفل عنها الرجال ، و حين فاقوا و عرفوا ماتوا غدرا بسيوف إخوانهم في الدين و الاوطان . نسينا كل هذا و لم يخطر ببال احد ان يعرفه لأبنه من بعده على الطريقة السليمة بل عاثوا في الارض بحثا عن سبيل الخلاص من الفقر .
نسينا كل هذا حتى اصبحنا نتحصر على ما اقترفه الاباء في حق الاولاد من سوء التربية الحسنة و التربية الدينية . و انظر اليوم اخي كتب التربية الاسلامية ألم تحذف منها كل دلالة من القرآن على الجهاد في سبيل الله و انك حين تكلمت عن الجهاد احسست بالتخلف و الجهل لانهم غرسوا فيك هذه الحاسة السادسة التي اصبحت تحس بها من غير علم بمساعدة الشيطان لهم فهو خليلهم و رفيقهم الاعلى الذي له يعبدون . نسينا اننا عرب و يجب على العربي ان لا ينسى اصله و ان ذهب اصله ذهب هو في غيابات الكفر فلا يستطيع العودة اليه لانه قد حاد عنه و هو لا يعرف التكلم بها و لن يستطيع حفظ حرفا واحدا من القرآن بل تعلم لغة التلموذ و هو لا يدري . ذهبنا و أعيننا تحدق يمينا وشمال و نسينا ارجلنا على اي ارض تمشي ، فكرنا و لم نعرف تفكيرنا الى فكر ينتمي و أي عقيدة يعتقد و أي لغة يجيد .
نمنا فوجدنا كل ما يملك العربي قد اخذ بالقوة في غفلة النوم و الحلم بمستقبل على حافة البحار فما إن تستيقظ حتى تسقط فيه .
[size=48]وجدنا ان الاقصى قد ذهب من ايدينا و أن الكعبة لا يدخلها الا الأغنياء و من لا حول ولا قوة له بكى عليها بكاء المتحصر . و ان الرياض هي جنة فوق الأرض يدخلها الأمريكان و من كل صوب يندفعون إليها راغبين مغيرين جنسياتهم و ملابسهم لكن القلب للتلموذ . وجدنا ان شيراتونات عواصم العرب هي لرجالات أعمال اليهود و الأمريكان و الفرنسيين و فيها نساء عربيات و خمور و كل محرمات ما حرم الله و الساعي و الخادم له شوكة للصلاة . وجدنا أن كل خطوط هواتفنا هي للنصارى ، فأصبوا أولياء نعمتنا في دويلاتنا المقهورة و اصبحوا يفرضون علينا قوانين لم نسمع بها قط ، لاننا لم نعتد عليها او هي غير منسوخة في المرايا العكسية لأعيننا . كل هذا يحدث على مسمع و مرأى من العربي الضعيف الذي لا يملك في يده الا الغيظ يقتله في اليوم ألف مرة فإن قام أخذ من حيث لا يدري وهو لا يجد سندا يستند إليه حتى أخوه إن سمع عنه الكلام فلا يكاد يصدقه لأنه غرس فيه و حفظوه . (الجزء الثاني) [size=48]***///***[/size][/size][/size] |